"حزب العدالة و التنمية و مشروع النهضة التركية "



- من بداية التسعينات حتى بداية الألفية الثالثة عاشت "تركيا" على وقع العديد من المحن القاسية و الأزمات التي لا تحصى إتسمت بالألم و الفقر ،فكان الكثير من المواطنين الأتراك يفقدون حياتهم في الطوابير الطويلة من أجل الحصول على إمكانية العلاج في المستشفيات ،بالإضافة الى الأزمات الإقتصادية الخانقة التي انتهت بإفلاس البنوك و ركود في التجارة مما أدى بها الى الإستدانة الخارجية و الإستعانة من بصندوق "النقد الدولي" ، هذه الأزمات الإقتصادية و عدم الإستقرار السياسي طلها عوامل دفعت بالشعب الى التذمر و الإحتجاج في العديد من المناسبات كوسيلة للضغط على السلطات الحاكمة من أجل التحرك و إيجاد حل لتحسين الظروف المعيشية العامة في البلاد .
فكيف واجهت "تركيا" ازمتها و ماهي سبل الإنفراج و الإصلاحات التي دفعت بها خارج الأزمة !!


"تركيا" بعد 2002م :

سنة 2002م صعد حزب جديد الى الحكم تحت مسمى "حزب العدالة و التنمية"، أنشأه "طيب رجب اردوغان" قبل عام واحد اي سنة 2001م ، بعد فوزه و إكتساحه للبرلمان عن طريق حصوله على ثلثي المقاعد و أصبح بذلك "طيب رجب اردوغان" رئيسا للوزراء في "تركيا" سنة 2003م ، من هنا كانت إنطلاقة "تركيا" الحقيقية فقد نجحت الحكومة الجديدة في سعيها نحو حصول المواطن "التركي" على خدمات أكثر جودة و تم تحقيق مشاريع خدماتية جعلت من تركيا تصل مستوى المدنيات المعاصرة فأسست الطرق المزدوجة و المطارات و القطارات ، و أصبح ركوب الطائرة في تناول الجميع بعدما كن حكرا على الأغنياء فقط كما ضمنت الحكومة الجديدة العلاج و الدواء المجاني لكل مواطن تركي من أي مستشفى حكومي تركي و الحصول على الدواء المجاني من أي صيدلية بفضل النظام الإصلاحي الخاص بالصحة .
في عهد الحزب أصبح بإمكان "تركيا" إنتاج سلاحها و دباباتها و طائراتها المروحية المقاتلة بالإضافة الى العديد و العديد من من الإصلاحات في شتى المجالات نذكر أهمها :


1/ قطاع التعليم :

- أصبح قطاع التعليم يحصل على أكبر نسبة في الميزانية الوطنية ،حيث زاد الإنفاق على التعليم بفارق 726.6% سنة 2015 م عما كان عليه في 2002 م .
- إزداد عدد الجامعات من 76 الى 185 في سنة 2015م .
- قام "اردوغان" بفرض التعليم لمدة تتراوح من 08 سنوات الى 12 سنة على الأقل للمتمدريسين الأتراك .
- في عام 2003م بدأت الحكومة "التركية" في التعاون مع منظمة اليونسيف في حملة هيا يا فتاة نذهب للمدرسة و كان الهدف من ذالك هوو سد الفجوة بين الجنسين في الإلتحاق بالمدارس الإبتدائية من خلال توفير التعليم الأساسي الجيد لكل فتاة.
- عفى البرلمان "التركي" عن الطلاب الجامعيين الذين طردوا قبل عام 2003 م ، كما تم تطبيق العفو على الطلاب الذين رفضوا لأسباب أكادمية أو تأديبية .
- في 2004م أصبحت الكتب المدرسية مجانا .
- 2008م أصبحت كل المحافظات في تركيا لديها الجمعات الخاصة بها .


2/ القطاع الإقتصادي :

- أصبحت" تركيا" في سنة 2014 من أقوى "17" إقتصاد في العالم خلال 12 سنة فقط ، بفضل نجاعة السياسة المتبعة ، فقد عمل "اردوغان" على جذب المزيد من المستثمرين الأجانب الى "تركيا" و رفع معظم اللوائح "التركية" قفزت الصادرات "التركية" من 30 مليار دولار في 2003 إلى 130 مليار سنة 2008 ، وذلك بتسهيل عمل البنوك و تحرير التجارة و منح القطاع الخاص المزيد من الصلاحيات مع الإهتمام بالبنية التحتية كما زاد عدد المصانع من 3000 مصنع الى 30 الفا تغطي مجالات تصنيع السيارات و الملابس و المواد الغذائية و الكيماويات و الأجهزة الكهربائية و الإهتمام بالزراعة .
- صعد متوسط الدخل الفردي في تركيا من 2880 دولار في السنة عام 2002 إلى اكثر من 19 ألف دولار سنويا في 2015 م .
- حققت تركيا من سنة 2002 م إلى 2007 م نسبة نمو إقتصادي يقدر ب (9- % ) بعدما كان في سنة 2002 يقدر ب (9.8-% ) ، حققت بذالك ثاني نسبة نمو بعد الصين في ذالك الوقت .
- تحولت إلى ثاني مُصنِع للإسمنت و سابع مُصنِع للسفن في العالم .
- إنخفضت نسبة الفقر من 44% إلى 22% عام 2012م .


3/ الإصلاحات السياسية :

- حقق حزب العدالة والتنمية سلسلة إصلاحات سياسية داخلية، لعل أهمها التعديلات الدستورية التي تم إقرارها ، أعطت هذه الإصلاحات دفعة قوية للحياة السياسية في البلاد، و حققت حالة من التعايش بين الإسلام السياسي والعلمانية المتمثلة بالجيش بعد عقود من الصراع الأمني والدموي بينهما.
وكان من أهم بنود تلك التعديلات إعادة هيكلة أجهزة القضاء لصالح حزب العدالة والتنمية على حساب القوى العلمانية ومحاسبة الجيش أمام المحاكم المدنية بما يحجم دور المؤسسة العسكرية في السياسة ويضعف القوى العلمانية في المعادلة السياسية.
- على المستوى الدولي حققت السياسة الخارجية "لتركيا" في فترة حكم حزب العدالة والتنمية قفزة هائلة تجاه مختلف الدوائر الجغرافية المحيطة بها ، فقد طورت من علاقااتها الددولية مع الدول العربية وإيران وروسيا والصين، وصولا إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية في السياستين الأميركية والأوروبية، كل ذلك جعل من تركيا دولة إقليمية مؤثرة، وهو ما جعل المواطن التركي ينظر باعتزاز إلى دور بلاده في الخارج.


4/ القطاع السياحي :

- أصبحت "#تركيا" 6 بلد جذبا للسياح فمدينة إسطمبول وحدها بلغ عدد زوارها 109 مليون سائح خلال ال 15سنة الماضية .


الخاتمة :

- و بذلك تحولت تركيا من بلد أنهكته الأزمات الإقصادية و من دولة عادية إلى قوة عالمية اصبحت تصدر منتوجاتها لعدة دول متقدمة في اوروبا      و العالم و قد لعب حزب العدالة و التنمية الدور الأساسي في ذلك عن طريق الإصلاحات و التدابير التي جاء بها الحزب وزعيمه الذي ترشح فيما بعد سنة 2014 لرئاسة تركيا و فاز فالإنتخابات و أصبح رئيسا لتركيا و قائدها لمواصلة مسيرة النمو و الرقي بالدولة التركية .
أخبار العالم
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع الإخبارية .

جديد قسم : منوعات ثقافية

إرسال تعليق